دراسة علمية ولاهوتية مقدمة بتواضع ومحبة للباحثين عن الحق
وُلد عيسى المسيح من العذراء مريم بقوة الله العظيم، كما يشهد بذلك القرآن الكريم والإنجيل المقدس على السواء. إن هذا الميلاد المعجزي الفريد يُظهر الطبيعة الاستثنائية للمسيح عيسى، فهو كلمة الله وروح منه، وابنه الوحيد المتجسد. لم يولد أحد من الأنبياء بهذه الطريقة المعجزية، مما يدل على مقامه الخاص عند الله تعالى.
أظهر المسيح عيسى معجزات عظيمة تشهد على قدرته الإلهية: فقد شفى المرضى والعميان والبرص، وأقام الموتى من قبورهم، وأطعم الآلاف من خمسة أرغفة وسمكتين. كما علّم الناس عن المحبة الحقيقية والغفران والرحمة، ووعد المؤمنين بالحياة الأبدية مع الله. تعاليمه كانت مختلفة عن غيرها، فقد تكلم بسلطان إلهي وليس كالكتبة والفريسيين.
صُلب المسيح عيسى على خشبة الصليب ليحمل عقاب خطايا البشرية جمعاء، مقدماً بذلك الفداء الكامل والنهائي. هذا العمل الفدائي العظيم فتح الطريق أمام كل إنسان ليقيم علاقة حقيقية مع الله الآب. إن موت المسيح لم يكن مجرد شهادة، بل كان تضحية إلهية مقصودة لخلاص البشر من الخطية والموت الروحي.
قام المسيح عيسى من الموت في اليوم الثالث، منتصراً على الموت والخطية إلى الأبد. هذه القيامة المجيدة هي الدليل القاطع على ألوهيته الحقة، وهي مصدر رجائنا في الحياة الأبدية. بقيامته، أثبت المسيح أنه رب الحياة والموت، وأنه قادر على أن يمنح الحياة الأبدية لكل من يؤمن به.
بيان الحقيقة بالدليل والبرهان
المسيحيون يؤمنون بإله واحد فقط لا شريك له، وهذا الإله الواحد متجلي في ثلاثة أقانيم: الآب والابن والروح القدس. الثالوث المقدس لا يعني أبداً ثلاثة آلهة منفصلة، بل إله واحد في جوهره وطبيعته، متعدد في أقانيمه وتجلياته. كما أن الشمس واحدة لكن لها نور وحرارة وقرص، فالله واحد له ثلاثة أقانيم. هذا ما نؤمن به وندافع عنه، ونحن نوحد الله كما يوحده المسلمون.
الكتاب المقدس محفوظ بعناية الله تعالى عبر القرون والأجيال. لدينا آلاف المخطوطات القديمة التي تؤكد دقة النصوص المقدسة وسلامتها من أي تحريف أو تبديل. إن كلام الله أقوى وأعظم من أي محاولة بشرية لتحريفه أو تغييره. والله تعالى وعد بحفظ كلمته، وهو القادر على الوفاء بوعده. المخطوطات الأثرية والتاريخية تشهد على صدق وأمانة نقل الكتاب المقدس.
المسيح عيسى هو أعظم من نبي، إنه ابن الله الوحيد وكلمة الله المتجسد في الطبيعة البشرية. ألوهيته الحقة واضحة وجلية من معجزاته الفريدة، وتعاليمه السماوية، وموته الفدائي العظيم، وقيامته المجيدة من الموت. لم يدّع أي نبي آخر الألوهية، ولم يقم أحد من الأموات كما قام المسيح. إنه الطريق الوحيد للخلاص والحياة الأبدية مع الله.
المبادئ الأساسية للعقيدة المسيحية الأصيلة
الخلاص هو عطية مجانية تماماً من الله الرحيم، يُنال بالإيمان بالمسيح فقط، وليس بالأعمال الصالحة أو الطقوس الدينية. هذا ما يميز المسيحية عن كل الأديان الأخرى - فالله يقدم الخلاص مجاناً بلا مقابل سوى الإيمان القلبي الصادق.
“لأنكم بالنعمة مخلصون بالإيمان، وذلك ليس منكم. هو عطية الله. ليس من أعمال كيلا يفتخر أحد.” (أفسس 2:8-9)
نؤمن أن الكتاب المقدس (التوراة والإنجيل) هو كلمة الله المعصومة من الخطأ، والسلطة الوحيدة النهائية في كل أمور الإيمان والحياة المسيحية. لا نقبل أي تقليد بشري أو سلطة كنسية تتعارض مع الكتاب المقدس. الكتاب المقدس هو دليلنا الكامل والكافي للحياة الروحية والأبدية.
المعمودية في الماء هي رمز مقدس يُظهر موت المؤمن عن الخطية مع المسيح، ثم قيامته للحياة الجديدة المقدسة. هذه المعمودية هي خطوة طاعة مهمة للمؤمن الجديد، تُجرى بعد الإيمان وليس قبله. إنها إعلان علني عن التحول الروحي الداخلي.
كل مؤمن حقيقي بالمسيح له الحق المقدس في الوصول المباشر إلى الله تعالى، بدون الحاجة إلى وسطاء بشريين أو كهنة. المسيح عيسى هو الوسيط الوحيد والكافي بين الله والناس. كل مؤمن هو كاهن أمام الله، يستطيع أن يصلي ويتعبد ويخدم الله مباشرة.
أخي الكريم، أختي الكريمة في الإنسانية، إن المسيح عيسى يدعوك اليوم بمحبة لا حدود لها للتعرف عليه شخصياً والدخول في علاقة حقيقية معه. إنه يحبك محبة أبدية ويشتاق أن يمنحك السلام الحقيقي والحياة الأبدية المباركة مع الله. الخطوة الأولى في هذه الرحلة المقدسة هي أن تفتح قلبك بصدق وتطلب منه بتواضع أن يكشف لك الحقيقة.
“يا رب يسوع المسيح، أتيت إليك بقلب متواضع وباحث عن الحق. أريد أن أعرف الحقيقة الكاملة عنك وعن محبتك لي. إن كنت حقاً ابن الله الحي والمخلص الوحيد، فأرجوك اكشف لي ذلك بوضوح. أفتح قلبي وحياتي لك، وأطلب منك أن تقودني إلى الحق والنور. اغفر لي خطاياي وامنحني الحياة الجديدة. آمين.”